دولة "داعش" تعيد تشكيل خارطة المنطقة

تحوّل تنظيم "داعش" (الدولة الاسلامية في العراق والشام) بالفعل الى دولة. لم يكن في الحسبان ان التنظيم يستطيع خلال بضع ساعات احتلال ثاني اكبر محافظة عراقية من حيث عدد السكان، ليتمدد على مساحة تقارب 100 الف كيلومتر مربع من خلال سيطرته على اجزاء واسعة من العراق وسوريا.

بدا ان تنظيم "داعش" ممعن في انشاء دولته ورسم خريطة جيوسياسية جديدة على حساب اشباه الدول في العراق وسوريا. فهو بات يسيّر شؤون دولته ويدعو الموظفين الى العودة لممارسة وظائفهم كما حدث في الموصل، اضافة الى انه يقوم بتمويل ذاته من طريق إدارة العديد من آبار النفط المنتشرة في كل من محافظة الرقة السورية وصلاح الدين العراقية، اذ اصبح لديه وزراء ومسؤولون عن عدد من القطاعات على غرار وزراء الدفاع والنفط والزراعة.

من الصعب أن نفهم المشهد الذي يكوّنه مشروع "داعش" الذي يتحقق، بصورة سريعة ومدهشة، والذي يظهر على شكل كتلة مترابطة تؤسس لدولة متكاملة الأركان تأخذ مكانها في قلب الشرق الأوسط. فلا يبدو ان في المستقبل القريب هناك مكاناً لشرق أوسط كما نعرفه وكما حددته معاهدة "سايكس بيكو"، في ظل انتشار وتمدد الولاءات المذهبية والاثنية والقبلية على حساب الدول ليس في العراق وسوريا فحسب، بل في الوطن العربي ككل.